أوضح رئيس طائفة الأقباط الأرثوذكسية في لبنان الأب رويس الأورشليمي أن الأقباط هم أبناء "مصرايم أبن حام أبن نوح" سكان الأرض التي تتعبد للأله (هيكوبتاح)، وبحذف الحرفين الأولين والأخيرين تظهر كلمة "كوبت" والتي تطورت إلى كلمة "قبط" ومنه أخذ الأغريق يطلقون على مصر "إيجبت"، وقد أطلق العرب على مصر "دار القبط"، مشدداً على أن الأقباط هم سكان الأرض الأصليين وسلالة الفراعنة، حيث إن اللغة القبطية قد تطورت من اللغة الهيروغليفية والتي هي لغة الفراعنة.
وفي لقاء حواري تحت عنوان: "الأقباط في المشرق: الدور، الرؤية والمشروع" من تنظيم منتدى الأربعاء في مؤسسة الإمام الحكيم، لفت الأب الأورشليمي إلى أن للأقباط وصية من الرسول الكريم حيث قال: "أوصيكم بأقباط مصر خيراً لأن لكم فيهم صهراً ونسباً".
وعن رؤية الأقباط لمصر والوطن العربي، أكد الأب الأورشليمي على الروح الوطنية في الرؤية التي يحملها الأقباط، وذلك من خلال رفضهم للفرنسيين والانجليز لقناعتهم بأن كل دخيل هو مستعمر، لم يأتِ إلا طمعاً في خيرات البلاد حتى لو أتى باسم الدين، فما الشعارات الدينية بالنسبة لهم إلا ستار يختبئ وراءه لصوص لهم أهداف أخرى، ولا يهمهم حال الناس بل مصالحهم فقط، فلا يعرفون الديمقراطية ويتكلمون عنها ويتاجرون بها مصدرين لنا بضاعاتهم الفاسدة في علب الحرية الزائفة.
وأشار إلى أن "الأقباط رفضوا التطبيع مع إسرائيل، فاختلفوا مع الرئيس الراحل أنور السادات برفض البابا شنودة لزيارة الأقباط للقدس وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي، فدفع الأقباط الثمن في كلا الدولتين، ففي مصر قام الرئيس السادات بوضع الإقامة الجبرية لقداسة البابا شنودة الثالث، كما قام بحبس المطارنة والكهنة والأرخنة الأقباط في السجون أيضاً، أما في إسرائيل فقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحتلال "دير السلطان"، وما زال تحت الاحتلال حتى اليوم عقاباً لرفض الأقباط التطبيع، إلى جانب التضييق على الطائفة في إعادة ترميم وتعمير الأديرة هناك".
ولفت الأب الأورشليمي إلى أن المشاريع التي يُخطط لها في بلاد المشرق كبيرة، فمنها التكفيري ومنها التهجيري ومنها التقسيمي، مشيراً إلى أن "كل هذه المشاريع برعاية العدو الإسرائيلي ـ وإن كان من ينفذ هذه المشاريع ليس هذا العدو لكنه يستخدم أيادٍ أخرى رخيصة الكلفة وأحياناً دون أدنى كلفة.